في إقليم طاطا.. أشجار النخيل تستعد للرحيل

أيها الناس الذين كبروا تحت ظلال أشجاري، أهلاً بكم. أنا تلك الواحة التي كانت تعج بالحياة والفرح، كنت شاهدة على لعب الأطفال تحت ظلالي، حيث كانوا يستمتعون بثمار أشجاري اللذيذة، وزغردة عصافيري كانت تملأ الأجواء بمرحها. كانت مياهي تجري بنعومة، تخريرها موسيقى تعزف لحن الحياة، وتُغذي كل شجرة وزهرة على أرضي. أذكر أيام الحصاد كأنها بالأمس، حيث كانت نساء القرية يزغردن ويغنين، ينثرن الفرح في كل زاوية، وتعم الفرحة قلوب الجميع. كانت أشجار النخيل تملأ البساتين بثمارها، وكان الجميع يأكل منها، من حيوانات وطيور وأطفال. كانت الحقول تُزرع بجد واجتهاد، ونعمة الماء كانت تملأ الأنهار، وكل شيء كان ينبض بالحياة والازدهار. كنت مصدر رزق للعديد منكم، أعطيكم من خيري وتردون إليّ بالحب والرعاية. لكن الزمن لم يكن رحيماً بي. اليوم، أجد نفسي قاحلة، بعد أن جفت أنهاري، وغادرتني الطيور، وأشجاري تذبل وتحتضر. أشجار النخيل التي كانت تتفاخر بثمارها، أصبحت على حافة الانقراض، بعدما كانت تغطي البساتين بثمارها اللذيذة. لم يعد أحد يزرع حقوله بعدما غادر الماء وجفت الأنهار. أرى أهل القرية يستغيثون، ولكن هل من مغيث؟ رسالتي الآن...