المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2024

في إقليم طاطا.. أشجار النخيل تستعد للرحيل

صورة
أيها الناس الذين كبروا تحت ظلال أشجاري، أهلاً بكم.  أنا تلك الواحة التي كانت تعج بالحياة والفرح، كنت شاهدة على لعب الأطفال تحت ظلالي، حيث كانوا يستمتعون بثمار أشجاري اللذيذة، وزغردة عصافيري كانت تملأ الأجواء بمرحها. كانت مياهي تجري بنعومة، تخريرها موسيقى تعزف لحن الحياة، وتُغذي كل شجرة وزهرة على أرضي. أذكر أيام الحصاد كأنها بالأمس، حيث كانت نساء القرية يزغردن ويغنين، ينثرن الفرح في كل زاوية، وتعم الفرحة قلوب الجميع. كانت أشجار النخيل تملأ البساتين بثمارها، وكان الجميع يأكل منها، من حيوانات وطيور وأطفال. كانت الحقول تُزرع بجد واجتهاد، ونعمة الماء كانت تملأ الأنهار، وكل شيء كان ينبض بالحياة والازدهار. كنت مصدر رزق للعديد منكم، أعطيكم من خيري وتردون إليّ بالحب والرعاية. لكن الزمن لم يكن رحيماً بي. اليوم، أجد نفسي قاحلة، بعد أن جفت أنهاري، وغادرتني الطيور، وأشجاري تذبل وتحتضر. أشجار النخيل التي كانت تتفاخر بثمارها، أصبحت على حافة الانقراض، بعدما كانت تغطي البساتين بثمارها اللذيذة. لم يعد أحد يزرع حقوله بعدما غادر الماء وجفت الأنهار. أرى أهل القرية يستغيثون، ولكن هل من مغيث؟ رسالتي الآن...
صورة
 . من غرائب التاريخ البشريّ ومبتدعات الأمم في العصور السالفة ما كان يعرف بقانون "سكسونيا " وهو قانون ابتدعته حاكمة مقاطعة سكسونيا، إحدى المقاطعات الألمانية القديمة في العصور الوسطى. وبموجب هذا القانون فإنّ المجرم يُعاقب بقطع رقبته إن كان من طبقة "الرّعاع"ـ الرّعاع هم عموم أفراد الشّعب الذين لا ينتمون إلى طبقة النّبلاء ـ أما إن كان المجرم من طبقة النبلاء فعقابه هو قطع رقبة ظلّه! بحيث يُؤتى "بالنبيل المجرم" حين يستطيل الظّل بُعيد شروق الشمس أو قُبيل مغربها، فيقف شامخاً منتصب القامة، مبتسما، ساخراً من الجلّاد الذي يهوي بالفأس على رقبة ظلّه، ومن جمهور "الرّعاع" الذي يصفّق فرحاً بتنفيذ "العدالة"!.. وهكذا فإنّ السّارق لو كان من الكادحين، والمغلوب على أمرهم يُزجّ بالسّجن ويُعاقب نتيجة لقيامه بالسّرقة، أمّا سادة القوم لو سرق أحدهم فلا يُصاب بأيّ أذى لأنّ ظلّه هو من يُحاكم ويُزجّ بمحاكمة صوريّة وراء القضبان!.. لقد تشابه علينا الحال

" القانون و الأخلاق أية علاقة"

صورة
قديما كانت الاخلاق و القانون يتداخلان؛ فهما يحددان ماينبغي على الفرد ان يفعله او لا يفعله ولكن الحدود بين ماهو مشروع و غير مشروع لم توضح بنفي الروح : الهدف من القانون هو حماية النظام العام الاجتماعي القائم ،اما الأخلاق فهي تتوخى كمال في الانسان ،تم إن هذه الحدود لم تبين بنفس الحيوية  و القوة ،مخالفة القاعدة القانونية معاقب عليها جنائيا فهو جزاء مادي و رسمي ولكن الجزاء عند مخالفة القواعد الاخلاقية هو جزاء معنوي يتمثل في تأنيب الضمير و الاستنكار و الاستهجان من قبل الاخرين ،ثم ان مجال النصوص القانونية و التعاليم أو القيم الاخلاقية ليس واحدا : فالقانون الجنائي يكرس من حيث مبدأ ،مقتضيات العدالة لا مقتضيات الاحسان و المعروف، ففي هذه الحالة التي يفترقان فيها نستطيع أن نشبه القانون الجنائي و الأخلاق بدائرتين لهما نفس المركز ولكن لهما محيطان مختلفان،لكن هاذين  النظامين يلتقيان في كثير من الحالات :فقد تعتبر القيم الاخلاقية من مرتكزات النظام العام التي يحميها القانون الجنائي ، فقد يرى المشرع أن بعض القيم الاخلاقية و كذلك الذينية بشكل متوازي من الأسس الهامة التي يجب المحافظة عليها و احترا...

لماذا الفقر ؟

صورة
لعل السؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا دوماً هو: ما هو الفقر؟ كيفية القضاء عليه؟ هل يمكن محو الفقر من العالم؟ هذا هو السؤال الأصعب. منذ العصور ما قبل التاريخ، يتضح أنه لا أساس للفقر في ظل مجتمعات تعتمد على الصيد، فلا يمكن لنا تحديد الفقير من الغني، فالجميع متساوون إلى حد ما. آنذاك كان يعتمد على الصيد أو ما يسمى بمرحلة "القليل من الجهد والكثير من الغذاء"، إلا أن هذا النظام كان غير آمن. توالت العصور ليحس الإنسان بالفقر لأول مرة مع تغير المناخ في "العصر الجليدي"، حيث الفقر من الغذاء والدواء. تقدم العالم بعدها وظهرت "الحضارة المصرية الفرعونية، الإنكا، المايا، نوميديا"، والتي كانت تعتمد على الزراعة كأساس لسد حاجيات المجتمع، فكان الجميع فقيراً ماعدا الملوك. الفقر هنا كان يتمثل في انعدام الاحتياجات كونها لم تكن متاحة للجميع، وكان سن الوفاة آنذاك هو 35 سنة على الأقل. سادت المجاعة في المجتمع، ما أدى إلى وفاة العديد من الفقراء.  أول جدال عن الفقر كان في العصر اليوناني، حيث شهدت أثينا مسرحية "إلاه الفقر". كانت قصة هذه المسرحية تدور حول شخصين من أثينا نظرا إلى ا...

واحة دادس

صورة
 واحتنا التي كنا نكبر تحت ظلال أشجارها تخاطبكم " أنا تلك الواحة التي كانت تعج بالحياة والفرح، كنت شاهدة على لعب الأطفال تحت ظلالي، حيث كانوا يستمتعون بثمار أشجاري اللذيذة، وزغردة عصافيري كانت تملأ الأجواء بمرحها. كانت مياهي تجري بنعومة، تخريرها موسيقى تعزف لحن الحياة، وتُغذي كل شجرة وزهرة على أرضي. أذكر أيام الحصاد كأنها بالأمس، حيث كانت نساء القرية يزغردن ويغنين، ينثرن الفرح في كل زاوية، وتعم الفرحة قلوب الجميع. كانت أشجار المشمش والخوخ تملأ البساتين بثمارها، وكان الجميع يأكل منها، من حيوانات وطيور وأطفال. كانت الحقول تُزرع بجد واجتهاد، ونعمة الماء كانت تملأ الأنهار، وكل شيء كان ينبض بالحياة والازدهار. كنت مصدر رزق للعديد منكم، أعطيكم من خيري وتردون إليّ بالحب والرعاية. لكن الزمن لم يكن رحيماً بي. اليوم، أجد نفسي قاحلة، بعد أن جفت أنهاري، وغادرتني الطيور، وأشجاري تذبل وتحتضر. أشجار المشمش والخوخ التي كانت تتفاخر بثمارها، أصبحت على حافة الانقراض، بعدما كانت تغطي البساتين بثمارها اللذيذة. لم يعد أحد يزرع حقوله بعدما غادر الماء وجفت الأنهار. أرى أهل القرية يستغيثون، ولكن هل من مغيث؟...

الآفات الزراعية في بلادنا ما الحل ؟

صورة
 تواتر الآفات الزراعية في بلادنا، بدءاً من الحشرة القرمزية مروراً بدودة الزيتون وصولاً إلى الحشرة القشرية، يعكس بشكل صارخ انعدام وجود استراتيجية وقائية محكمة لمكافحة هذه الآفات التي تهدد أمننا الغذائي بشكل مباشر. إن تكرار ظهور هذه الآفات وانتشارها يشير إلى ضعف الجاهزية وعدم اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة من قبل الجهات المعنية. هذا الوضع يتطلب منا ضرورة الإسراع بفتح بحث علمي جاد وشامل للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء انتشار هذه الآفات. كما يدعو إلى تطوير حلول مستدامة لمكافحتها بفعالية. ويمكن النظر إلى هذا السياق من زاوية أخرى، حيث يمكن القول أن هناك مخططاً لاحتكار السوق من قبل بعض الشركات الخاصة، مما يؤدي إلى تضرر صغار الفلاحين وإخراجهم من دائرة المنافسة، وبالتالي التحكم في الإنتاج الزراعي والأسعار. القيام ببحث علمي مكثف سيمكننا من فهم دورة حياة هذه الآفات وطرق انتشارها، مما يساعد في تطوير استراتيجيات وقائية فعالة تحمي محاصيلنا الزراعية وتضمن استمرارية الإنتاج بطرق آمنة ومستدامة. يجب أن يكون هناك تعاون بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والباحثين والمزارعين، لل...