إلى كل من يتجرأ على تشويه نضال الأمازيغ الأحرار ويشكك في وطنيتهم



نحن أمازيغ لا نطلب منكم شهادة في حب الوطن، لأننا
 
أبناء هذه الأرض قبل أن تُرسم خرائطها وقبل أن تُرفع فوقها أي راية جذورنا أعمق من زيفكم، ودماؤنا سالت في الجبال والسهول دفاعًا عن هذا الوطن، يوم كان كثير منكم يتملق للمستعمر أو يختبئ خلف جدران الذل

نحن لا نخرج بإيعاز من أحد، نخرج لأننا نؤمن بالكرامة، بالحق، بالعدالة. نخرج لأن أهلنا في الحوز ما زالوا تحت أنقاض الزلزال دون مأوى ولا حلول جذرية نخرج لأن الأراضي السلالية تُنهب باسم القانون من الفلاحين الأمازيغ البسطاء، نخرج لأن الرعي الجائر يحاصر قرانا، ويعتدي على أراضينا وسكاننا دون محاسبة نخرج لأن اللغة الأمازيغية رغم ترسيمها، لا تزال مهمشة في التعليم والإدارة والقضاء والإعلام نخرج لأننا لا نجد أنفسنا في التمثيلية السياسية ولا في مفاصل القرار، نخرج لأن أبناءنا يُقصَون من حقهم في الشغل، والتنمية، والصحة، والماء، والبنيات التحتية نخرج لأن العنصرية والاحتقار تمارَس ضدنا جهارًا، في الإعلام، في الخطاب، في السياسات، في المعاملات اليومية نخرج لأننا نُعامل كمواطنين من الدرجة الثانية في وطن نحن أصله وروحه

أما العلم الأمازيغي، فهو ليس بديلًا عن علم المغرب، بل هو رمز لهوية مغربية أصيلة عمرها آلاف السنين من لا يفرق بين رمز الدولة ورمز الوجود، فهو الجاهل الحقيقي. من يخوّن من يرفع علم هويته، لماذا لا يُخوّن من يرفع علم فلسطين؟ أم أن الوطنية عندكم تقف على لون القماش وليس على الفعل والمبدأ والانتماء؟

كفى من الكذب والخلط المتعمد كفى من ترديد أسطوانة “الجهات الخارجية”، أنتم من ترتهنون للخارج حين تخونون أبناء وطنكم، أنتم من تقمعون من يطلب الحق وتسمحون لمن يرفع شعارات لا تخص هذا الوطن أصلاً بل الحقيقة أن من يرفع صوته من أجل هويته ولغته وحقوقه هو الخطر الذي تخشونه، لأنه لا يُشترى ولا يُباع.

نحن لا نحارب أحدًا، ولا نحمل السلاح، بل نحمل الوعي، وعيٌ أرعبكم لأنكم تعرفون أن الأمازيغ حين ينهضون، ينهض التاريخ كله معهم.

نحن لسنا ضد فلسطين، بل معها، لأننا نعرف معنى القهر والحرمان. لكننا نرفض أن تكون قضايا الوطن ثانوية و أن تكون قضيتنا شماعة تعلقون عليها فشلكم في الاعتراف بالأمازيغ كجزء لا يتجزأ من هذا الوطن.

فليُفهم هذا جيدًا:

نحن أمازيغ مغاربة، نعتز برايتنا الوطنية، ونرفع رايتنا الأمازيغية بكل فخر، لا نخجل منها، ولا نطلب إذنًا لرفعها

من لا يرى في الأمازيغية هويةً وطنية، فهو من عليه أن يراجع نفسه ومن يزايد على حبنا للمغرب، فليتفضل إلى الجبال ليرى من سقى الأرض بالدماء قبل أن يعرف هو معنى كلمة “وطن”.

المغرب بدون أمازيغية جسد بلا روح، والتاريخ سيحكم بيننا.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حين يدفع الهامش الثمن: الهوة بين مغرب النافع والمغرب العميق تزداد اتساعاً

حين يصبح القمع جوابًا: الشباب المغربي بين الهجرة وقمع الحريات