المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2024

الجنوب الشرقي ، الجنوب المنسي

صورة
  في الجنوب الشرقي من المغرب، تتوالى المآسي يومًا بعد يوم، وكأن الزمن توقف. هذه المنطقة، التي تحمل ثروات دفينة من الفضة والمعادن، تعاني من الفقر والتهميش، حيث يغيب الضمير ويحل محله تحالف المصالح والفساد. جنوب يغلي بالغضب والكبت، حيث يعاني سكانه من بطالة وفقر مدقع، رغم ما تحويه أرضهم من خيرات لا تنعكس على حياتهم اليومية. الهواء في هذه المنطقة ثقيل، يُشعرك كلما استنشقته برواسب الإهمال المتراكم. وجوه الناس حزينة، وألوان ملابسهم باهتة، وكأنهم في عزاء مستمر. الشوارع مكتظة بالبطالة والأمية، بينما الفرص تبدو بعيدة المنال. السكان عالقون في دوامة من الزمن، بينما أقدارهم تُحددها عقارب ساعة لا تكاد تتحرك. الآباء يودعون أبناءهم بحثًا عن العلم أو العمل، لكنهم كثيرًا ما يعودون إليهم في صناديق خشبية، موتى نتيجة ظروف قاسية في الداخل أو الخارج. هؤلاء الناس لم يختاروا أن يعيشوا في هذه الظروف، لكنهم مجبرون على الاستمرار في مواجهة حياة فقدوا فيها كل شيء. ومع ذلك، يبدون وكأنهم قد استسلموا للنوم العميق، غارقين في سبات يمنعهم من النهوض لتغيير مصيرهم. وكأن الوسائد التي يستندون عليها تفوق الحرير نعومة، تمن...

حين يصبح القمع جوابًا: الشباب المغربي بين الهجرة وقمع الحريات

صورة
 ‎ونحن نتساءل عن السبب الحقيقي وراء التدهور المتزايد في حقوق الإنسان بالمغرب؛ ليس بالغريب أن نجد ممثلًا لهيئة حقوقية يطالب بإعتقال شباب حاولوا تغيير واقعهم عبر الهجرة غير القانونية، رغم صعوبة هذا الخيار، بدلًا من حمايتهم والدفاع عنهم ضد العنف الممارس عليهم، يدعو إلى اعتقالهم بصوت فخور، وهنا لا نستبعد تورطهم في ذلك، انه فعلا أمر مؤسف للغاية و يحز في النفس ‎إلى من يعتقد أنه بسياسة الحديد والنار ستخضع الشعوب وتكمّم الأفواه وتكبّل الأيادي، فقد أخطأ الحساب ولم يقرأ الواقع قراءة صحيحة. اليوم، لغة القوة لم تعد الحل للمشاكل التي يعاني منها الشعوب مهما بلغ حجمها، فعبرالتاريخ النفس البشرية ترفض الاستبداد والخضوع للحكام الظالمين الذين يصلون إلى الحكم على حساب عرق الفقراء. لا يمكن لعاقل أن يدافع عن استخدام القوة لقمع الناس الذين يتنفسون الحرية، فهذا ليس حلًا للنزاعات القائمة. ‎الواقع يفرض على من يتبنون هذه السياسة أن يعيدوا النظر في الأحداث التي تشهدها المنطقة. ينبغي أن يغلّبوا الحكمة والعقلانية على المصالح الشخصية والنزاعات الهامشية، هذا ان كنت تريدون مصلحة بلادنا المغرب أصحاب الرؤى العنيفة ل...

حين يدفع الهامش الثمن: الهوة بين مغرب النافع والمغرب العميق تزداد اتساعاً

صورة
  تستمر الهوة العميقة بين "مغرب الإدارة النافع" و"المغرب العميق" في التوسع مع كل أزمة تمر بها البلاد، وهو أمر يتجلى بوضوح في تكرار الكوارث الطبيعية وآثارها القاسية على الفئات المهمشة. ما يسمى بـ"مغرب النافع" يتسم بتوفر خدمات البنية التحتية، الرعاية الصحية والتعليم، حيث تتركز الجهود التنموية والاستثمارات الكبرى. في المقابل، يعيش "المغرب العميق"، الذي يشمل القرى والمناطق الجبلية النائية، في ظروف قاسية، حيث تعاني هذه المناطق من نقص شديد في الخدمات الأساسية وضعف في القدرة على التكيف مع الأزمات المتكررة. في الأيام الأخيرة، اجتاحت فيضانات مدمرة عدة مناطق في جنوب شرق المغرب، خاصة في إقليم طاطا، حيث فقد 12 شخصًا ولا يزال الكثير في عداد المفقودين. هذه الفيضانات دمرت المنازل وعزلت مناطق بكاملها عن باقي البلاد، مما أدى إلى تفاقم معاناة سكان هذه المناطق الذين يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى المساعدات الإنسانية والخدمات الطارئة. وفيما تناشد الأسر المتضررة السلطات لتقديم الدعم، تأخرت الاستجابة الفعالة، وهو نمط يتكرر في الكوارث الطبيعية التي تضرب المناطق الن...