الجنوب الشرقي ، الجنوب المنسي

في الجنوب الشرقي من المغرب، تتوالى المآسي يومًا بعد يوم، وكأن الزمن توقف. هذه المنطقة، التي تحمل ثروات دفينة من الفضة والمعادن، تعاني من الفقر والتهميش، حيث يغيب الضمير ويحل محله تحالف المصالح والفساد. جنوب يغلي بالغضب والكبت، حيث يعاني سكانه من بطالة وفقر مدقع، رغم ما تحويه أرضهم من خيرات لا تنعكس على حياتهم اليومية. الهواء في هذه المنطقة ثقيل، يُشعرك كلما استنشقته برواسب الإهمال المتراكم. وجوه الناس حزينة، وألوان ملابسهم باهتة، وكأنهم في عزاء مستمر. الشوارع مكتظة بالبطالة والأمية، بينما الفرص تبدو بعيدة المنال. السكان عالقون في دوامة من الزمن، بينما أقدارهم تُحددها عقارب ساعة لا تكاد تتحرك. الآباء يودعون أبناءهم بحثًا عن العلم أو العمل، لكنهم كثيرًا ما يعودون إليهم في صناديق خشبية، موتى نتيجة ظروف قاسية في الداخل أو الخارج. هؤلاء الناس لم يختاروا أن يعيشوا في هذه الظروف، لكنهم مجبرون على الاستمرار في مواجهة حياة فقدوا فيها كل شيء. ومع ذلك، يبدون وكأنهم قد استسلموا للنوم العميق، غارقين في سبات يمنعهم من النهوض لتغيير مصيرهم. وكأن الوسائد التي يستندون عليها تفوق الحرير نعومة، تمن...