المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2025

في بلد يُفترض أن يكون فيه التعليم مفتاحًا للمستقبل، يُصبح الحلم كابوسًا، وتُحوَّل الجامعة من منارة للعلم إلى سوق للوساطات والصفقات.

صورة
القضية التي تفجّرت مؤخرًا والمتعلقة بأستاذ جامعي كان يُدرّس في كلية الحقوق بأكادير، والمتهم بالتلاعب في لوائح الماستر ومنح شهادات مقابل المال، ليست مجرد حادث معزول. إنها نتيجة حتمية لمنظومة تآكلت من الداخل، حيث لم يعد التفوق الدراسي معيارًا، بل حجم “العطايا” والعلاقات هو ما يحدد مستقبلك. لكن بعيدًا عن هذا الأستاذ، دعونا نتحدث عن الطالب البسيط… عن ذاك الشاب الذي يغادر قريته في الجبل أو البادية، حاملاً حقيبة صغيرة مليئة بالأمل. يصل إلى المدينة الكبرى، يكتري غرفة في حي شعبي، يشاركها أحيانًا مع ثلاثة أو أربعة طلبة، يعيش على مساعدات بسيطة من والده الفلاح، أو أمه الأرملة. يستيقظ باكرًا، يمشي كيلومترات إلى الجامعة، يجلس في مدرج مكتظ، يستمع بإرهاق، يسهر الليالي في المكتبات، يحلم فقط بفرصة لماستر… ويفاجأ أن مقاعده قد تم توزيعها في مقاهي النخبة قبل حتى أن تُنشر النتائج. وأنا، كاتب هذه السطور، كنت أحد أولئك الطلبة. درست القانون بكل جد، وراودني الحلم بأن أُكمل دراستي وأصبح إطارًا في بلدي. لكنني، كغيري، اصطدمت بجدار المحسوبية والزبونية. فاخترت أن أبحث عن باب آخر. اشتغلت في مجال السياحة،...